صفية بنت عبد المطلب الهاشمية القرشية - رضي الله عنها - عمة رسو ل الله صلى الله عليه وسلم ، اكتنفها المجد من كل جانب:
فابوها عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم وزعيم قريش وسيدها
المطاع.وامها، هالة بنت وهب اخت آمنة بنت وهب ام الرسول صلى الله عليه
وسلم وابنها الزبير بن العوام رضي الله عنه
كانت صفية في الرعيل الاول من المؤمنين المصدقين . لذا فقد جمعت المجد من اطرافه : سؤدد الحسب ، وعز الاسلام.
كان لها في ميادين الجهاد مواقف ما يزال يذكرها التاريخ بلسان ندي بالاعجاب
، رطيب بالثناء؛ من موقفها يوم الخندق: فقد كان من عادة رسول الله صلى
الله عليه وسلم اذا عزم على غزوة من الغزوات ان يضع النساء والذراري في
الحصون خشية ان يغدر بالمدينة غادر في غياب حماتها.
فلما كان يوم الخندق جعل نساءه وعمته وطائفة من نساء المسلمين في حصن من امنع حصون المدينة
وبينما كان المسلمون يرابطون على حافات الخندق وقد شغلو عن النساء
والذراري بمانزلة العدو، ابصرت صفية شبحا يتحرك في عتمة الفجر ، فارهفت له
السمع واحدت اليه البصر.. فإذا هو يهودي اقبل على الحصن ، وجعل يطوف به
متحسسا اخباره متجسسا على من فيه .فادركت انه عين لبني قومه جاء ليعلم افي
الحصن رجال يدافعون عمن فيه ام انه لايضم بين جدرانه غير النساء والاطفال .
بادرت صفية الى خمارها فلفته على راسها واخذت عمودا على عاتقها وجعلت ترقب
عدوالله في يقظة وحذر حتى ايقنت انه غدا في موقف يمكنها منه، فحملت عليه
حملة حازمة ،وضربته بالعمود على راسه فطرحته ارضا ، ثم عززت الضربة الاولى
بالثانية والثالثة حتى اجهت عليه واخمدت انفاسه بين جنبيه.
رضي الله عن صفية بنت عبد المطلب ، فقد كانت مثلا للمراة المسلمة ، اختبرتها الشدائد فوجدت فيها المراة الحازمة العاقلة الباسلة
وقد كتب التاريخ في انصع صفحاته : ان صفية بنت عبد المطلب او امراة قتلت مشركا في الاسلام. تحياتي