تناولي طعامك ببطء... تحقّقي رشاقتك
--------------------------------------------------------------------------------
تناولي طعامك ببطء... تحقّقي رشاقتك
أكّدت دراسة طبية أن تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً قد يؤدي إلى التخفيف من سعراته الحرارية. وفي هذا الإطار، أجرى فريق في جامعة «رود ايلاند» بحثاً تمثّل في تقديم الوجبة عينها من المعكرونة لثلاثين شابة، لكن في مرتين منفصلتين. وفي المرّة الأولى، طلب منهن تناول الوجبة بأسرع ما يمكن بدون توقف، أمّا في المرّة الثانية فطلب منهن تناول الوجبة نفسها ولكن بجرعات صغيرة، والتوقّف بين كل ملعقة وأخرى ومضغ ما في الفم بين 20 إلى 30 مضغة كل مرة. وفي المتوسّط، إكتشف الباحثون أن الشابات حصلن على قرابة 70 سعرة حرارية أقلّ عندما قمن بتناول الطعام ببطء!
«سيدتي» سألت استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس «الجمعية السعودية للغذاء والتغذية» الدكتور خالد علي المدني عن أهمية تناول الطعام ببطء.
.
الشعور بالشبع
يبدأ شعورنا بالشبع، عند وصول الأطعمة إلى الجزء العلوي من القناة الهضمية. فعندما تبدأ المعدة في التمدّد لاستيعاب الوجبة، تقوم الأعصاب بإرسال إشارات عصبية إلى المخ بأن المعدة امتلأت ووصلت إلى حالة الإشباع التي تسمّى بـSatiation. ثم، يبدأ الطعام بالوصول إلى بداية الأمعاء الدقيقة التي تطلق بدورها إشارات عصبية أخرى تعمل على إفراز بعض الهورمونات التي يتعرّف المخ من خلالها على المغذيات التي يتمّ امتصاصها من الأمعاء الدقيقة إلى الدم، حيث يفرز ناقلات عصبية تعمل على تثبيط تناول الأطعمة. ويعمل تمدّد المعدة ووجود الأطعمة في الأمعاء الدقيقة على إرسال إشارة عصبية لجزء في المخ يسمى «الهيبوثالمس» Hypothalamus، والذي يعمل كمنسّق بين الجهازين العصبي والهورموني في الجسم. ومن خلاله، يتمّ التعرّف على حجم ووظيفة الوجبة، وبالتالي يشعر الفرد بالشبع وبأنه حان الوقت للتوقّف عن الأكل.
ولكن مع تناول الطعام بسرعة، نجد أن هذه الإشارات العصبية تصل إلى المخ بعد أن يكون المرء تناول كمية كبيرة من السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى حالة من الإفراط في الطعام وأيضا الشعور بالجوع بشكل أسرع ممّا لو تمّ تناول الطعام ببطء.
عادات غذائية خاطئة
من الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى البدانة بعض العادات الغذائية الخاطئة، كتناول الوجبات أثناء انشغالنا بالتركيز في شيء آخر كمشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب أو مجلة أو التحدث هاتفياً، مما يؤدّي إلى تناول أطعمة حتى ما بعد مرحلة الإشباع، وبالتالي تناول كميّات كبيرة من السعرات الحرارية الزائدة عن حاجة الجسم، في وقت قصير جداً، لتتحوّل إلى دهون وشحوم في الجسم! ولتجنّب هذه المشكلة، يجب أن نعلم أن الرسائل والإشارات العصبية التي تصل إلى المخ وترسل الإحساس بالشبع تستغرق حوالي عشرين دقيقة من تناول الوجبة الغذائية. لذا، ينصح أن يتناول الفرد طعامه خلال تلك الفترة، حتى لا يصل إلى ما يسمى بالإفراط في الطعام أو مرحلة ما بعد الإشباع.
التأنّي: عادة صحية سليمة
يعدّ التأنّي في تناول الوجبات عادةً غذائيةً سليمةً، ويمكن توضيح هذه المعلومة، من خلال المثالين التاليين:
> عندما يشعر الفرد بالجوع الشديد، يتناول وجبةً غنيةً بالسعرات الحرارية في وقت قصير (حوالي 10 دقائق)، والنتيجة أنه يبدأ في الشعور بالتخمة بعد عشرين دقيقة من بداية تناول الوجبة أي بعد عشر أو خمس عشرة دقيقة من الإنتهاء من تناول الوجبة، حيث تصل الإشارات العصبية متأخرة إلى المخ، فيشعر الفرد بالتخمة في حين
لا يشعر بالشبع عند التناول السريع.
> إذا انشغل المرء أثناء تناوله للطعام، وترك وجبته لخمس عشرة دقيقة، نرى أنه إذا رجع إلى الوجبة يختلف إحساسه ويشعر بالشبع، وذلك لأن الرسائل العصبية قد وصلت إلى المخ بالإشباع، وذلك لمرور مدة العشرين دقيقة!
5 نصائح لسلوك غذائي أفضل
|تناولي كوباً كبيراً من الماء قبل بدء الطعام بعشرين دقيقة، حتى تمتلئ معدتك ويقلّ إحساسك بالجوع.
| أنظري إلى طعامك لمدة خمس دقائق، قبل البدء بتناوله.
| إمضغي الطعام جيداً، حيث ثبت أن مضغ الطعام، يقلّل سبعين سعرة حرارية في الوجبة الواحدة أي مائتين وعشر سعرات حرارية على مدار اليوم.
| ضعي الشوكة أو الملعقة على الطاولة أثناء مضغ الطعام، واستعملي ملاعق وشوكاً صغيرة الحجم.
| إستمتعي بطعامك، من خلال أخذ استراحة في الوجبة الواحدة، تمتدّ إلى دقيقة أو دقيقتين.